......................................................................................
قبل أن نبدأ في الحديث عن أحداث عاميّ 1965م و 1975م وقبل أن نعرض وجهات النظر المختلفة حيال هذه الأحداث .. سأعرض نبذه مختصرة جدا عن أبرز الشخصيات اللتي ستذكر في هذا الموضوع ..
1- الملك : فيصل بن عبدالعزيز ال سعود - ملك المملكة العربية السعودية - (1964م - 1975م)
2- الأمير : خالد بن مساعد بن عبدالعزيز - الأخ الأكبر للشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد
3- الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز - اخو الشاعر عبدالرحمن بن مساعد.
4- الملك فهد بن عبدالعزيز - ملك المملكة العربية السعودية حاليا ووزير الداخلية سابقا.
5-الامير عبدالله بن مساعد - شقيق الشاعر عبدالرحمن بن مساعد
6- الأمير خالد الفيصل - ابن الملك فيصل (الشاعر المعروف)
7- هنري كيسنجر .. وزير خارجية أمريكا الأسبق (1973 - 1977)
8-الامير طلال بن عبدالعزيز - وزير المالية سابقا
ماذا حدث عام 1965 ؟
في عام 1965م (بعد تولي الملك فيصل مقاليد الحكم بسنة واحدة) .. وقع حدث خطير جدا وهو مقتل احد افراد الأسرة الحاكمة السعودية على يد رجال الأمن ! . ففي هذا العام قُتل الأمير خالد بن مساعد بن عبدالعزيز (الأخ الأكبر للأمير عبدالرحمن بن مساعد و ابن شقيق الملك فيصل).
لماذا قُتل خالد بن مساعد .. وكيف ؟؟
عُرف عن الأمير خالد بن مساعد التدين والإلتزام .. والدعوة الى الله وإلقاء الخطب في المساجد. يقول الأمير عبدالله بن مساعد واصفاً اخاه خالد :
(الذين يعرفون أخي خالد جيداً يقولون إنه كان متميزاً بتقواه، بزهده، بعلمه، وبذكائه. كان يحفظ القرآن، وفضّل الدعوة وعمل الخير وطلب العلم على كل شيء آخر. كان مفوهاً، وكان لخطبه ومواعظه في المساجد وقع مؤثر في الكثيرين. كان أخي رحمه الله يدعو ويجهر بما يعتقده خطراً على مبادئ وأخلاق مجتمعه الإسلامية، وكان ينتقد التلفزيون كأحد هذه المخاطر. يخطئ من يسقط الماضي على الحاضر ويفصل الرأي عن مكانه وزمانه. منتصف الستينات كانت فترة عصيبة ولم ينفرد أخي عن كثيرين آخرين في تفكيره وآرائه. ألوف الشباب كانوا يفكّرون وبالطريقة نفسها آنذاك ولا يزال ألوف يفكرون بالطريقة نفسها إلى اليوم.
هناك روايات كثيرة عن مقتل الامير خالد بن مساعد .. منها أنه قتل اثناء اقتحامه المسلحة لمحطة التلفزيون في الرياض ...
ومنها .. أن وزير الداخلية في تلك الايام (الملك فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية حاليا) أنه أمر بإعتقال الامير خالد بن مساعد .. وأرسل فرقة من القوات الخاصة لمنزل خالد بن مساعد في شارع الخزان بقيادة محمد بن هلال المطيري (فريق أول متقاعد حاليا) .. وقامت هذه الفرقة بمحاصرة المنزل في منتصف ليلة الثامن من سبتمبر. (يقال أن محمد بن هلال المطيري هو من أرسل رصاصته لتستقر في رأس خالد بن مساعد وترديه قتيلا)
يقول الأمير عبدالله بن مساعد :
(كم مرة قرأتم أن أخي خالد رحمه الله قتل "أثناء اقتحام محطة التلفزيون في جدة" أو الرياض عام 1965 ؟
إليكم شيئا لم يقرأه الكثيرون : أخي خالد لم يقتل أثناء اقتحام محطة التلفزيون في جدة أو الرياض بل لم يقتحم في حياته أي محطة تلفزيون في أي مكان.
إن لم يكن قتل "أثناء اقتحام محطة التلفزيون" كما يقول معظم الباحثين والكتّاب الأجانب بل حتى العرب منهم، وكما يعتقد الألوف بمن فيهم بعض أفراد عائلتي الكبيرة، فأين قتل ياترى؟
قتل في بيته. كان أخي خالد مع أولاده قبل لحظات مما حدث حدث في شهر سبتمبر عام 1965م عندما : "التقط (........) بندقية وصوّبها إليه بإحكام ثم أردى ابن أخ الملك قتيلاً".
الجوهرة بنت خالد بن مساعد بن عبدالعزيز كانت في الثالثة من العمر آنذاك. أبوها خالد بن مساعد بن عبدالعزيز كان في الثالثة والعشرين.)
ويستطرد الامير عبدالله بن مساعد وهو يسرد قصة مقتل أخيه قائلا :
(كان المفروض أن يأتي أحد أعمامي إلى البيت ويصلي الفجر مع خالد ثم يأخذه بيده للمساءلة. عندما وصل رجال الشرطة في نحو الساعة الثانية عشرة من ليلة الثاني عشر من جمادى الأول عام 1385هـ (8سبتمبر 1965) أوقفوا سياراتهم قبالة البيت "في حي الخزان" وحاصروه. كان أخي خالد في بيته وبين أولاده فجاءه اتاه مرافقه وأبلغه بوصول رجال الشرطة فخرجا معاً. طلبوا منه مرافقتهم مخفورا في سيارة الشرطة فعرض الذهاب بسياراته بعدما يصلي الفجر. رفضوا. أصروا على اصطحابه معهم في سارة الشرطة. فجأة بدأ الشرطة يتقدمون لاعتقاله بالقوة فتراجع داخل المنزل.
ماذا حدث بعدها ؟؟
.. توجد روايات كثيرة.
بعضها يقول أن أخي خالد أطلق رصاصة في الجو لإبعاد الشرطة فردوا عليه بوابل من الرصاص،
وبعضها يقول إن الرصاصة انطلقت من مكان قريب منه.
بعضها يقول إنه أطلق النار صوب الشرطة فأصاب أحدهم في ساقه ففتحوا النار عليه،
وبعضها يقول غير ذلك.
كان الجو مشحوناً والاضطراب مسيطراً لذا ليس من السهل التيقن مما حدث تماماً باستثناء القول أن رصاصة أصابت أخي خالد في رأسه فسقط داخل بيته وعادت الروح إلى بارئها.
إذا أردت تلخيص كل ماسمعته عما جرى في تلك اللحظة فهو أنه لا أحد يعرف بالضبط ماذا حدث. لم ينشر تحقيق في حادث مقتل أخي خالد، ولم أسمع من المعنيين بالأمر كله سوى أن الأمر كان مأساة من أوله إلى آخره.
الروايات التي يتبادلها بعض الناس لا تغيّر في الأمر شيئاً لذا اخترنا أن نصدق بأن ما حدث يومها لم يكن مدبراً
إنا لله وإنّا إليه راجعون. أعمامي يقولون إن ماحدث كان خطأ غير مقصود إطلاقا. ليس هناك شخص مسؤول عن مقتل أخي، ولم يأمر بإطلاق النار عليه أحد. نعرف أعمامي وكلمتهم فوق أي كلمة أخرى وإيماننا كامل بكل ما قالوه لنا. ماحدث كان قضاء الله وقدره. الأخطاء تقع. مقتل أخي خالد كان خطأ كبيراً لن أصححه بكلامي هنا ولن يصححه أحد. لا أحد يستطيع أن يعرف بالضبط ما الذي يعنيه مقتل أخي خالد لأسرتي. الله وحده هو الذي يعرف وهو الذي يقرر وهو الذي يصحح.)
وينهي الأمير عبدالله بن مساعد حديثه بقوله :
(كنت طفلاً وقتها لذا لا أعرفه لكنني أعرف أنه هو الذي اختار لي اسمي. كان متمسكا بدينه وكان يقوم بكل مايقوم به انطلاقاً من هذا التمسك. لايوجد دفاع آخر ولم يكن سيقدم دفاعاً آخر لذا لم يهرب ولم يختبئ ولم يتحصّن ولم يكن ينتظر الشرطة وإصبعه على الزناد. كل ماقيل خلاف هذا لا صحه له على الإطلاق.
إذا كنت أريد أن أشدد على شيء غير ماقاله أعمامنا بأن ماحدث كان خطأ غير مقصود فهو القول إن خالد لم يقتل خلال "الهجوم" على مبنى التلفزيون. قرأت وسمعت عن مقتله "اثناء الهجوم على التلفزيون" وأعرف تماماً الانطباع الذي تركه ذلك في عقل القارئ والمستمع. إنه يجعل مقتل أخي مبرراً في صورة ما.)
كما قال الأمير عبدالله بن مساعد . لم ينشر تحقيق في حادث مقتل أخيه خالد .. ولا حتى أسف او اعتذار او نعي في الصحف .. الشخص الوحيد الذي نعى الامير خالد بن مساعد هو الامير خالد الفيصل (الشاعر المعروف وابن الملك فيصل) .. حيث رثاه بقصيدة (قالوا وراها مارثته الصحافة)
ماذا حدث في عام 1975 م ؟؟
(بعد عشر سنوات من مقتل الأمير خالد بن مساعد .. وفي عام 1975م ..)
حدث هز العالم بأسره ..
اغتيال أعظم زعيم عربي في تلك الفترة ...
اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - رحمه الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
اغتيال الملك فيصل
في صباح يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395هـ الموافق 25 مارس 1975م، كان الملك فيصل يستقبل زواره بمقر رئاسة الوزراء بالرياض، وكان في غرفة الانتظار وزير النفط الكويتي الكاظمي، ومعه وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني.
وصل في هذه الأثناء الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز(اخو الأمير خالد بن مساعد والشاعر عبدالرحمن بن مساعد)، ابن شقيق الملك فيصل، طالبا الدخول للسلام على عمه.
وعندما هم الوزيرين بالدخول على الملك فيصل دخل معهما ابن أخيه الامير فيصل بن مساعد. وعندما هم الملك فيصل بالوقوف له لاستقباله، كعادته مع الداخلين عليه للسلام، أخرج الأمير مسدساً كان يخفيه في ثيابه، وأطل منه ثلاث رصاصات، أصابت الملك في مقتل في رأسه. ونقل الملك فيصل على وجه السرعه إلى المستشفى المركزي بالرياض، ولكنه توفي من ساعته، رحمه الله رحمة واسعة.
أما القاتل فقد قبض عليه ، وأودع السجن. وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف في مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوماً في يوم الاربعاء 9 جمادى الآخرة 1395هـ الموافق 18 يونيه 1975م
يقول أحد المعاصرين لهذه القصة : (كنت بالقرب من رئاسة الوزراء .. في صباح يوم الثلاثاء وكان هنالك ازدحام شديد .. فاقتربت قليلٍ واذا بي اشاهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز (وزير الدفاع الحالي) (بدون شماغ) في وسط الزحام يحتضن الملك فيصل ويهم باركابه السيارة لنقله الى المستشفى)
إختلفت وجهات نظر المحللين والكتاب وأفراد الأسرة الحاكمة حيال اغتيال الملك فيصل
.. فمنهم من قال أن الامير فيصل بن مساعد قتل الملك فيصل ثأراً لمقتل أخيه الأمير خالد بن مساعد ..
ومنهم من قال أن مقتل الملك مؤامرة ... وأن فيصل بن مساعد جزء من هذه المؤامرة ..
ومنهم من قال ان الامير الذي قتل الملك فيصل كان يعاني من أمراض نفسية ...
الفئة التي اقتنعت واصرت على ان اغتيال الملك فيصل مؤامرة .. كان لها مبرراتها ..
1- موقف الملك فيصل من أمريكا والغرب عموما في تلك الفترة .
2-موقف الملك فيصل الثابت والقوي اتجاه الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ودعمه الغير محدود لبعض الدول العربية في حربها ضد اليهود.
3-خفض انتاج النفط السعودي لأمريكا ووقف تصديره .. الذي اضر بالاقتصاد الامريكي 4- بقاء الامير فيصل بن مساعد ولفترة طويلة في الولايات المتحدة (مايقارب الثمان سنوات)
يقول الأمير خالد الفيصل في احد اللقاءات التي اجريت معه :
(كنت في الولايات المتحدة انا ووالدتي للعلاج .. وأنا في غرفتي في الفندق سمعت والدتي تصرخ .. فذهبت إليها مسرعا .. واذا هي منهاره تماما .. بعد سماعها مقتل الملك فيصل في المذياع)
ولم يتطرق الأمير خالد الفيصل للأسباب والدوافع التي جعلت الامير فيصل بن مساعد يقتل عمّه ! إلا أنه وفي احدى قصائده التي رثا فيها والده أشار اشارة واضحة الى أن مقتل الملك فيصل مؤامرة .. !!
اللهم ارحمك عبدك إبن عبدك إبن أمتك ( فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود )
وأسكنه الجنان يا حنّان يامنّان يا أرحم الراحمين .....اللهم آمين
قبل أن نبدأ في الحديث عن أحداث عاميّ 1965م و 1975م وقبل أن نعرض وجهات النظر المختلفة حيال هذه الأحداث .. سأعرض نبذه مختصرة جدا عن أبرز الشخصيات اللتي ستذكر في هذا الموضوع ..
1- الملك : فيصل بن عبدالعزيز ال سعود - ملك المملكة العربية السعودية - (1964م - 1975م)
2- الأمير : خالد بن مساعد بن عبدالعزيز - الأخ الأكبر للشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد
3- الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز - اخو الشاعر عبدالرحمن بن مساعد.
4- الملك فهد بن عبدالعزيز - ملك المملكة العربية السعودية حاليا ووزير الداخلية سابقا.
5-الامير عبدالله بن مساعد - شقيق الشاعر عبدالرحمن بن مساعد
6- الأمير خالد الفيصل - ابن الملك فيصل (الشاعر المعروف)
7- هنري كيسنجر .. وزير خارجية أمريكا الأسبق (1973 - 1977)
8-الامير طلال بن عبدالعزيز - وزير المالية سابقا
ماذا حدث عام 1965 ؟
في عام 1965م (بعد تولي الملك فيصل مقاليد الحكم بسنة واحدة) .. وقع حدث خطير جدا وهو مقتل احد افراد الأسرة الحاكمة السعودية على يد رجال الأمن ! . ففي هذا العام قُتل الأمير خالد بن مساعد بن عبدالعزيز (الأخ الأكبر للأمير عبدالرحمن بن مساعد و ابن شقيق الملك فيصل).
لماذا قُتل خالد بن مساعد .. وكيف ؟؟
عُرف عن الأمير خالد بن مساعد التدين والإلتزام .. والدعوة الى الله وإلقاء الخطب في المساجد. يقول الأمير عبدالله بن مساعد واصفاً اخاه خالد :
(الذين يعرفون أخي خالد جيداً يقولون إنه كان متميزاً بتقواه، بزهده، بعلمه، وبذكائه. كان يحفظ القرآن، وفضّل الدعوة وعمل الخير وطلب العلم على كل شيء آخر. كان مفوهاً، وكان لخطبه ومواعظه في المساجد وقع مؤثر في الكثيرين. كان أخي رحمه الله يدعو ويجهر بما يعتقده خطراً على مبادئ وأخلاق مجتمعه الإسلامية، وكان ينتقد التلفزيون كأحد هذه المخاطر. يخطئ من يسقط الماضي على الحاضر ويفصل الرأي عن مكانه وزمانه. منتصف الستينات كانت فترة عصيبة ولم ينفرد أخي عن كثيرين آخرين في تفكيره وآرائه. ألوف الشباب كانوا يفكّرون وبالطريقة نفسها آنذاك ولا يزال ألوف يفكرون بالطريقة نفسها إلى اليوم.
هناك روايات كثيرة عن مقتل الامير خالد بن مساعد .. منها أنه قتل اثناء اقتحامه المسلحة لمحطة التلفزيون في الرياض ...
ومنها .. أن وزير الداخلية في تلك الايام (الملك فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية حاليا) أنه أمر بإعتقال الامير خالد بن مساعد .. وأرسل فرقة من القوات الخاصة لمنزل خالد بن مساعد في شارع الخزان بقيادة محمد بن هلال المطيري (فريق أول متقاعد حاليا) .. وقامت هذه الفرقة بمحاصرة المنزل في منتصف ليلة الثامن من سبتمبر. (يقال أن محمد بن هلال المطيري هو من أرسل رصاصته لتستقر في رأس خالد بن مساعد وترديه قتيلا)
يقول الأمير عبدالله بن مساعد :
(كم مرة قرأتم أن أخي خالد رحمه الله قتل "أثناء اقتحام محطة التلفزيون في جدة" أو الرياض عام 1965 ؟
إليكم شيئا لم يقرأه الكثيرون : أخي خالد لم يقتل أثناء اقتحام محطة التلفزيون في جدة أو الرياض بل لم يقتحم في حياته أي محطة تلفزيون في أي مكان.
إن لم يكن قتل "أثناء اقتحام محطة التلفزيون" كما يقول معظم الباحثين والكتّاب الأجانب بل حتى العرب منهم، وكما يعتقد الألوف بمن فيهم بعض أفراد عائلتي الكبيرة، فأين قتل ياترى؟
قتل في بيته. كان أخي خالد مع أولاده قبل لحظات مما حدث حدث في شهر سبتمبر عام 1965م عندما : "التقط (........) بندقية وصوّبها إليه بإحكام ثم أردى ابن أخ الملك قتيلاً".
الجوهرة بنت خالد بن مساعد بن عبدالعزيز كانت في الثالثة من العمر آنذاك. أبوها خالد بن مساعد بن عبدالعزيز كان في الثالثة والعشرين.)
ويستطرد الامير عبدالله بن مساعد وهو يسرد قصة مقتل أخيه قائلا :
(كان المفروض أن يأتي أحد أعمامي إلى البيت ويصلي الفجر مع خالد ثم يأخذه بيده للمساءلة. عندما وصل رجال الشرطة في نحو الساعة الثانية عشرة من ليلة الثاني عشر من جمادى الأول عام 1385هـ (8سبتمبر 1965) أوقفوا سياراتهم قبالة البيت "في حي الخزان" وحاصروه. كان أخي خالد في بيته وبين أولاده فجاءه اتاه مرافقه وأبلغه بوصول رجال الشرطة فخرجا معاً. طلبوا منه مرافقتهم مخفورا في سيارة الشرطة فعرض الذهاب بسياراته بعدما يصلي الفجر. رفضوا. أصروا على اصطحابه معهم في سارة الشرطة. فجأة بدأ الشرطة يتقدمون لاعتقاله بالقوة فتراجع داخل المنزل.
ماذا حدث بعدها ؟؟
.. توجد روايات كثيرة.
بعضها يقول أن أخي خالد أطلق رصاصة في الجو لإبعاد الشرطة فردوا عليه بوابل من الرصاص،
وبعضها يقول إن الرصاصة انطلقت من مكان قريب منه.
بعضها يقول إنه أطلق النار صوب الشرطة فأصاب أحدهم في ساقه ففتحوا النار عليه،
وبعضها يقول غير ذلك.
كان الجو مشحوناً والاضطراب مسيطراً لذا ليس من السهل التيقن مما حدث تماماً باستثناء القول أن رصاصة أصابت أخي خالد في رأسه فسقط داخل بيته وعادت الروح إلى بارئها.
إذا أردت تلخيص كل ماسمعته عما جرى في تلك اللحظة فهو أنه لا أحد يعرف بالضبط ماذا حدث. لم ينشر تحقيق في حادث مقتل أخي خالد، ولم أسمع من المعنيين بالأمر كله سوى أن الأمر كان مأساة من أوله إلى آخره.
الروايات التي يتبادلها بعض الناس لا تغيّر في الأمر شيئاً لذا اخترنا أن نصدق بأن ما حدث يومها لم يكن مدبراً
إنا لله وإنّا إليه راجعون. أعمامي يقولون إن ماحدث كان خطأ غير مقصود إطلاقا. ليس هناك شخص مسؤول عن مقتل أخي، ولم يأمر بإطلاق النار عليه أحد. نعرف أعمامي وكلمتهم فوق أي كلمة أخرى وإيماننا كامل بكل ما قالوه لنا. ماحدث كان قضاء الله وقدره. الأخطاء تقع. مقتل أخي خالد كان خطأ كبيراً لن أصححه بكلامي هنا ولن يصححه أحد. لا أحد يستطيع أن يعرف بالضبط ما الذي يعنيه مقتل أخي خالد لأسرتي. الله وحده هو الذي يعرف وهو الذي يقرر وهو الذي يصحح.)
وينهي الأمير عبدالله بن مساعد حديثه بقوله :
(كنت طفلاً وقتها لذا لا أعرفه لكنني أعرف أنه هو الذي اختار لي اسمي. كان متمسكا بدينه وكان يقوم بكل مايقوم به انطلاقاً من هذا التمسك. لايوجد دفاع آخر ولم يكن سيقدم دفاعاً آخر لذا لم يهرب ولم يختبئ ولم يتحصّن ولم يكن ينتظر الشرطة وإصبعه على الزناد. كل ماقيل خلاف هذا لا صحه له على الإطلاق.
إذا كنت أريد أن أشدد على شيء غير ماقاله أعمامنا بأن ماحدث كان خطأ غير مقصود فهو القول إن خالد لم يقتل خلال "الهجوم" على مبنى التلفزيون. قرأت وسمعت عن مقتله "اثناء الهجوم على التلفزيون" وأعرف تماماً الانطباع الذي تركه ذلك في عقل القارئ والمستمع. إنه يجعل مقتل أخي مبرراً في صورة ما.)
كما قال الأمير عبدالله بن مساعد . لم ينشر تحقيق في حادث مقتل أخيه خالد .. ولا حتى أسف او اعتذار او نعي في الصحف .. الشخص الوحيد الذي نعى الامير خالد بن مساعد هو الامير خالد الفيصل (الشاعر المعروف وابن الملك فيصل) .. حيث رثاه بقصيدة (قالوا وراها مارثته الصحافة)
ماذا حدث في عام 1975 م ؟؟
(بعد عشر سنوات من مقتل الأمير خالد بن مساعد .. وفي عام 1975م ..)
حدث هز العالم بأسره ..
اغتيال أعظم زعيم عربي في تلك الفترة ...
اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - رحمه الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
اغتيال الملك فيصل
في صباح يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395هـ الموافق 25 مارس 1975م، كان الملك فيصل يستقبل زواره بمقر رئاسة الوزراء بالرياض، وكان في غرفة الانتظار وزير النفط الكويتي الكاظمي، ومعه وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني.
وصل في هذه الأثناء الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز(اخو الأمير خالد بن مساعد والشاعر عبدالرحمن بن مساعد)، ابن شقيق الملك فيصل، طالبا الدخول للسلام على عمه.
وعندما هم الوزيرين بالدخول على الملك فيصل دخل معهما ابن أخيه الامير فيصل بن مساعد. وعندما هم الملك فيصل بالوقوف له لاستقباله، كعادته مع الداخلين عليه للسلام، أخرج الأمير مسدساً كان يخفيه في ثيابه، وأطل منه ثلاث رصاصات، أصابت الملك في مقتل في رأسه. ونقل الملك فيصل على وجه السرعه إلى المستشفى المركزي بالرياض، ولكنه توفي من ساعته، رحمه الله رحمة واسعة.
أما القاتل فقد قبض عليه ، وأودع السجن. وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف في مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوماً في يوم الاربعاء 9 جمادى الآخرة 1395هـ الموافق 18 يونيه 1975م
يقول أحد المعاصرين لهذه القصة : (كنت بالقرب من رئاسة الوزراء .. في صباح يوم الثلاثاء وكان هنالك ازدحام شديد .. فاقتربت قليلٍ واذا بي اشاهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز (وزير الدفاع الحالي) (بدون شماغ) في وسط الزحام يحتضن الملك فيصل ويهم باركابه السيارة لنقله الى المستشفى)
إختلفت وجهات نظر المحللين والكتاب وأفراد الأسرة الحاكمة حيال اغتيال الملك فيصل
.. فمنهم من قال أن الامير فيصل بن مساعد قتل الملك فيصل ثأراً لمقتل أخيه الأمير خالد بن مساعد ..
ومنهم من قال أن مقتل الملك مؤامرة ... وأن فيصل بن مساعد جزء من هذه المؤامرة ..
ومنهم من قال ان الامير الذي قتل الملك فيصل كان يعاني من أمراض نفسية ...
الفئة التي اقتنعت واصرت على ان اغتيال الملك فيصل مؤامرة .. كان لها مبرراتها ..
1- موقف الملك فيصل من أمريكا والغرب عموما في تلك الفترة .
2-موقف الملك فيصل الثابت والقوي اتجاه الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ودعمه الغير محدود لبعض الدول العربية في حربها ضد اليهود.
3-خفض انتاج النفط السعودي لأمريكا ووقف تصديره .. الذي اضر بالاقتصاد الامريكي 4- بقاء الامير فيصل بن مساعد ولفترة طويلة في الولايات المتحدة (مايقارب الثمان سنوات)
يقول الأمير خالد الفيصل في احد اللقاءات التي اجريت معه :
(كنت في الولايات المتحدة انا ووالدتي للعلاج .. وأنا في غرفتي في الفندق سمعت والدتي تصرخ .. فذهبت إليها مسرعا .. واذا هي منهاره تماما .. بعد سماعها مقتل الملك فيصل في المذياع)
ولم يتطرق الأمير خالد الفيصل للأسباب والدوافع التي جعلت الامير فيصل بن مساعد يقتل عمّه ! إلا أنه وفي احدى قصائده التي رثا فيها والده أشار اشارة واضحة الى أن مقتل الملك فيصل مؤامرة .. !!
اللهم ارحمك عبدك إبن عبدك إبن أمتك ( فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود )
وأسكنه الجنان يا حنّان يامنّان يا أرحم الراحمين .....اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق